عادة ما يكون السيناريو المستقبلي للمريض الذي يهمل الحفاظ على مستويات سكر الدم هو الإصابة بالقدم السكري، إذ تُتلف جزيئات الجلوكوز التي تواجدت فترة طويلة في الدم عديدًا من الأنسجة وتُفقدها وظائفها.
في هذا المقال يناقش الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية وافضل دكتور قدم سكري– أسباب القدم السكري حسب نوع التلف الذي أحدثه ارتفاع سكر الدم فترات طويلة، مشيرًا إلى صور القدم السكري المختلفة وأهمية التعامل معها في وقت مبكر.
أسباب القدم السكري حسب نوع التلف الذي سببه ارتفاع سكر الدم
استكمالًا لما أشرنا له في بداية حديثنا عن التلف الذي يسببه ارتفاع سكر الدم لفترات طويلة، نتطرق فيما يلي إلى أشهر الأنسجة التي تتأثر بهذا الارتفاع وتظهر على إثرها صور القدم السكري المختلفة.
تلف الأعصاب الطرفية
تُتلف جزيئات السكر الموجودة لفترات طويلة في الدورة الدموية خلايا الأعصاب الطرفية التي تغذي الساق، خاصة تلك المسؤولة عن الإحساس والحركة في الجلد والعضلات وغيرها. يظهر هذا التلف بشكل أولي في صورة فقدان المريض الإحساس في القدم، ما قد يترتب عليه تعرض القدم لإصابات وجروح دون علم المريض، ويؤخر من تلقيه للعلاج وهو ما يعرضها للتلوث.
قصور الدورة الدموية الطرفية
لا شك أن خلايا الأعصاب ليست الوحيدة المتضررة من ارتفاع سكر الدم فترة طويلة، بل يمتد الضرر أيضًا إلى خلايا الأوعية الدموية الطرفية، التي تتلف وتفقد مرونتها، ما يترتب عليه ضيق شرايين الساق وعدم وصول الدم والمغذيات بكميات كافة للعضلات والجلد وغيرها.
يظهر قصور الدورة الدموية الطرفية لدى مرضى السكر في البداية متمثلًا في برودة القدمين وتورمهما لتتطور بعد ذلك صور القدم السكري الشهيرة التي نتحدث عنها لاحقًا.
ضعف الجهاز المناعي
من أشهر أسباب القدم السكري أيضًا هو تلف وضعف خلايا الجهاز المناعي متأثرة بنسب السكر غير المنتظمة، ما ينتج عنه ضعف مقاومة الجسم لأي ميكروبات تغزو الجلد، ما يتسبب في تفاقم أعراض القدم السكري وطول مدة علاج القدم السكري.
من منطلق حديثنا عن أسباب القدم السكري، نشير فيما يلي إلى أشهر الإصابات التي تصيب القدم نتيجة هذه الاعتلالات.
الصور المختلفة للإصابة بالقدم السكري
تشمل أشهر صور القدم السكري حسب سبب الإصابة ما يلي:
القدم السكري المتورمة
تظهر القدم السكري المتورمة في المراحل المبكرة من المرض، وعادة ما تكون بسبب قصور الدورة الدموية الطرفية، وقد يصاحبها أعراض أخرى، مثل بهتان لون الجلد وتشققه واصفرار الأظافر وظهور فطريات بين الأصابع.
جروح القدم السكري
يكتشف المريض إصابته بجروح القدم السكري بمحض الصدفة في كثير من الأحيان، وذلك بسبب تلف أعصابه الطرفية وفقدانه للإحساس بالقدم، ما يتسبب في تعرضه لإصابة في أثناء سيره حافيًا أو ارتدائه لبعض الأحذية الضيقة.
تختلف جروح القدم السكري عن أي جرح تقليدي في كونها غير قابلة للالتئام، كما أنها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وإظهار إفرازات كريهة الرائحة بسبب ضعف الجهاز المناعي لمريض السكر.
قرح القدم السكري
تُعد قرح القدم السكري من صور القدم السكري الشائعة نتيجة فقدان الإحساس الناتج عن تلف الأعصاب، وتكون هذه القرح في بداية الأمر سطحية للغاية، إذ تتلف خلايا الجلد فقط في البداية، ومع عدم وعي المريض بإصابته أو إهماله للعلاج، تتعمق القرحة بصورة أكبر في القدم لتشمل العضلات والعظام، وتُنتج إفرازات كريهة الرائحة، كما تؤثر في قدرة المريض على الحركة.
تُعد هذه الصورة من أكثر صور القدم السكري التي لا نُفضل وصول مريض السكر إليها، وذلك لأنها يطول علاجها، وقد لا يحصل المريض على النتائج المتوقعة من حيث الحفاظ على شكل القدم أو وظيفتها.
تغير لون القدم السكري
نُصنف هذه المرحلة “تغير لون القدم السكري“على أنها الأكثر خطورة من مراحل القدم السكري، إذ تتعرض خلايا القدم للموت النهائي بسبب تلف شرايين الساق وحرمانها نهائيًا من المغذيات والأكسجين.
عادة ما يكون التدخل الوحيد لإنقاذ الساق من موت الخلايا وغزو البكتريا هو بتر الجزء المصاب بعد تسليك شرايين الساق، والتأكد من تدفق الدم إليها بسلاسة.
في نهاية حديثنا عن أسباب القدم السكري وصورها الشهيرة، ننوه على أن التدخل المبكر خاصة في مرحلة القدم السكري المتورمة أو الجروح من شأنه منح مريض السكر فرصة في الشفاء التام وعدم التعرض لمضاعفات المرض المزعجة.
اقرا المزيد عن مراحل القدم السكري
يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن كيفية الوقاية من الإصابة بالقدم السكري من خلال زيارة الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية- على العناوين الموضحة في موقعنا الإلكتروني.