أسباب دوالي الساقين .. هل وراثية أم مكتسبة من عاداتنا اليومية الخاطئة؟

  • الرئيسية
  • أسباب دوالي الساقين .. هل وراثية أم مكتسبة من عاداتنا اليومية الخاطئة؟

احجز موعدك الان

    تُعد دوالي الساقين من الأمراض الشائعة بين مختلف الفئات العمرية على حد سواء، وعادة ما تختلف شكاوى المرضى منها، فمنهم من ينزعج من مظهرها الملفت للنظر، وآخرون يعانون من الألم والثقل وعدم القدرة على أداء أنشطتهم اليومية كالسابق.

    ترى ما هي أسباب دوالي الساقين؟ وما هو التفسير العلمي وراء انتشارها في مختلف الفئات العمرية؟ وهل يمكن الوقاية منها؟

    يناقش الدكتور أحمد ذكي -استشاري جراحات الأوعية الدموية- إجابات هذه الأسئلة وأكثر في فقرات هذا المقال.

    أسباب دوالي الساقين .. ما يشترك بين مختلف الفئات العمرية

    تتكون دوالي الساقين نتيجة حدوث ضعف في صمامات أوردة الساق، التي تعمل جاهدة على سريان الدم خلال الوريد في اتجاه واحد فقط من الساق إلى القلب، وبالتالي يسبب ضعف الصمامات على المدى البعيد رجوع الدم في الاتجاه المعاكس إلى أوردة الساق وركوده بها فترات طويلة.

    يتسبب هذا الركود في تمدد جدران الأوردة وفقدانها لمرونتها ووظيفتها مع مرور الوقت، لتظهر منتفخة ومتعرجة في صورة دوالي الساقين.

    ولعل التفسير الوحيد وراء انتشار هذا المرض بين النساء والرجال والأطفال، هو تعرض هذه الفئات لمجموعة من عوامل الخطر المختلفة التي تُضعف صمامات أوردة الساق لديهم أو تُتلف أنسجة الأوردة نفسها.

    ومن هذا المنطلق نتناول أبرز عوامل الخطر التي تواجه النساء والرجال والأطفال وتُصيبهم بدوالي الساقين بمختلف أنواعها.

    يمكنك قراءة المزيد عن أنواع دوالي الساقين

    أولًا: أسباب دوالي الساقين عند النساء

    تُصاب النساء بدوالي الساقين بمعدلات أكبر بكثير من الرجال، ويرجع ذلك إلى تعرضها إلى عديد من الاضطرابات الهرمونية خلال مراحل حياتها المختلفة، والتي ثبت تأثيرها القوي على صحة الأوردة وصماماتها.

    لعل أبرز هذه الاضطرابات:

    • التقلبات الهرمونية التي تحدث في أثناء شهور الحمل وغيرها من عوامل الخطر المرتبطة بهذه المرحلة، مثل زيادة الوزن وقلة النشاط البدني وزيادة تدفق الدم إلى الرحم، ما يضع مزيدًا من الأعباء على الصمامات.
    • التغيرات الهرمونية خلال فترة ما قبل الحيض وفي أثنائها.
    • الاضطراب الهرموني المصاحب لفترة انقطاع الطمث.
    • الآثار الجانبية المتعلقة بتناول حبوب منع الحمل والعلاج الهرموني على المدى الطويل.

    كما يؤثر العامل الوراثي الجيني بنسبة كبيرة في إصابة السيدات بمشكلة الدوالي، إذ يسبب ضعفًا عامًّا في الأوردة، مما يؤدي إلى تمددها وعدم رجوعها إلى حالتها الأصلية، مما يؤدي إلى إصابتها بالدوالي.

    بالإضافة إلى وجود الصفة الوراثية المُسببة للضعف العام في الأنسجة، وتظهر بصورة كبيرة في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مرضي للإصابة بالدوالي أو البواسير أو الفتاق.

    لعل تعرض النساء لهذه العوامل بكثرة في حياتها يُفسر انتشار الإصابة بدوالي الساقين بينها دونًا عن الرجال، الذين عادة ما ترتبط الإصابة لديهم بعادات يومية خاطئة يمارسونها بإرادتهم.

    ثانيًا: أسباب دوالي الساقين عند الرجال

    يُصاب الرجال بدوالي الساقين بعد تعرضهم فترات طويلة إلى العادات الخاطئة التي نتناولها فيما يلي:

    • الوقوف فترات طويلة لتأدية أعمالهم.
    • الجلوس فترات طويلة سواء في أثناء القيادة أو أداء الأعمال المكتبية.
    • ارتداء السراويل الضيقة.
    • التدخين بشراهة.
    • عدم الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي، ما يُصيبهم بزيادة في الوزن وتصلب في الشرايين والأوردة.

    ثالثًا: أسباب دوالي الساقين عند الاطفال

    بالنسبة للأطفال فحالهم كحال النساء، أي يتعرضون للإصابة بدوالي الساقين في صغرهم لعوامل خارجة عن إرادتهم..

    لعل أشهر هذه العوامل هو العامل الوراثي، إذ وجد أن بعض الجينات الموروثة من الأب أو الأم قد تكون كفيلة لإصابة الطفل بهذا المرض.

    وإجمالًا لما ذكرناه عن أسباب دوالي الساقين لدى مختلف الفئات، نستنتج أن عوامل الخطر التي تزيد من فرص إصابتهم بالمرض شائعة للغاية، ولذلك نجد أن معدلات الإصابة بهذا المرض في ارتفاع مستمر.

    ورغم شيوع هذه المشكلة.. عادة لا تُصنف دوالي الساقين من الإصابات الخطيرة، وذلك لأنها يسهل علاجها في المراحل المبكرة، ولا تظهر مضاعفاتها سوى بعد سنوات طويلة من إهمال العلاج.

    ماذا تفعل إذا أهملت علاج الدوالي في المراحل المبكرة؟

    لم يفت الأوان بعد وعليك طلب الاستشارة الطبية العاجلة في أي مرحلة من مراحل المرض، فقد أتاح تطور عديد من التقنيات الطبية الحديثة علاج دوالي الساقين في كافة مراحلها وبدون جراحة.

    لعل أشهر هذه التقنيات:

    • كي دوالي الساقين بالليزر.
    • علاج الدوالي بالحقن الرغوي.
    • علاج الدوالي بتقنية الكلاكس التي تجمع ما بين الحقن والكي معًا في نفس الإجراء.

    وعليه يجب ألا يدفعك الإهمال في بداية الأمر إلى التمادي في تدمير صحتك ورفض العلاج لمجرد الظن أنه بلا فائدة، فقد تُكبدك هذه الظنون مضاعفات مزعجة تضطرك الخضوع لرحلات علاجية طويلة ومرهقة.

    مضاعفات إهمال علاج دوالي الساقين

    يُعرضك إهمال علاج دوالي الساقين للمضاعفات التالية:

    • جلطات الأوردة السطحية.
    • جلطات الأوردة العميقة.
    • القرح الوريدية غير قابلة للالتئام.
    • الجلطات الرئوية التي تُهدد الحياة.

    وعليه، لا بد أن يدرك جميع مرضى الدوالي أن عدم انزعاجهم من الأعراض أو سهولة تكيفهم معها لا يعني أنهم في أمان من تعرضهم لهذه المضاعفات، ولذلك فإن الاستشارة الطبية ضرورية في جميع مراحل المرض.

    أما بالنسبة لغير المصابين الذي كشف لهم حديثنا عن أسباب دوالي الساقين وجود بعض عوامل الخطر لديهم، فعلهم يتساءلون عن إمكانية وجود أساليب وقائية فعّالة، وهو ما نتطرق إليه تفصيلًا فيما يلي من حديثنا.

    تعرف ايضا على كم مدة الراحة بعد عملية الدوالي الساقين

    هل يمكن الوقاية من دوالي الساقين؟

    يمكنك تقليل فرص إصابتك بهذا المرض إذا واظبت على التعليمات الآتية:

    • ممارسة الرياضة يوميًا مثل رياضة المشي.
    • اتباع نظام غذائي صحي محسوب السعرات حسب احتياجاتك اليومية، ويُفضل أن يعتمد على الدهون الصحية واللحوم قليلة الدسم والخضراوات والفواكه الطازجة.
    • عدم ارتداء ملابس غير مريحة كالسراويل الضيقة.
    • تجنب الجلوس والوقوف فترات طويلة.
    • رفع القدم على وسادة عند الجلوس.
    • تجنب وضع الساق على الساق الأخرى عند الجلوس.
    • الإقلاع عن التدخين.

    في نهاية الحديث عن أسباب دوالي الساقين وكيفية الوقاية منها، يدعوكم الدكتور أحمد زكي لمعرفة مزيد من التفاصيل عن الأعراض والعلاج من خلال تصفح مدونتنا.

    أما لحجز موعد في عيادته الطبية يمكنكم التواصل عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.