يصاب البعض بأمراض تُنهك أجسادهم وتعرض حياتهم للخطر دون إدراك منهم بذلك بسبب عدم ظهور أي أعراض، ولعل أشهر مثال على ذلك هو تمدد الشريان الأورطي الصدري، ففي العادة لا تظهر أعراضه سوى في الحالات الحرجة.
ومن هذا المنطلق عزمنا على توعية المرضى بأهم أعراض تمدد الشريان الأورطي الصدري مشيرين إلى بعض الفروقات بينها وبين تمدد الشريان الأورطي في البطن.
أعراض تمدد الشريان الأورطي الصدري
يُلقب مرض تمدد الشريان الأورطي بالقاتل الصامت، وذلك لأن أعراضه لا تظهر إلا عند تمدد الشريان بدرجة كبيرة في منطقة الصدر تصل إلى أكثر من 5 سم أو عند انفجاره، وتشمل أهم هذه الأعراض:
- ألم في الصدر أو الظهر يمتد إلى الكتفين والرقبة والفك السفلي.
- صعوبة التنفس.
- سرعة في ضربات القلب.
- بحة في الصوت.
- الدوخة والإغماء المفاجئ عند تعرض الشريان للانفجار ومعاناة المريض من النزيف الداخلي.
ولعل تمدد الشريان الأورطي لا يحدث في منطقة الصدر فقط، بل يُصيب -أيضًا- الجزء الذي يمر في منطقة البطن مسببًا بعض الأعراض الأخرى.
أعراض تمدد الشريان الأورطي البطني
تشمل أبرز الأعراض المميزة لتمدد الشريان الأورطي البطني عن الصدري ما يلي:
- ألم شديد في أسفل البطن والظهر يمتد إلى منطقة الحوض والفخذين والساقين.
- الشعور بوجود نبض قوي في منطقة البطن على غير العادة.
ولعل ذكرنا لأشهر صور تمدد الشريان الأورطي أثار في أذهانكم بعض التساؤلات عن أكثرها خطورة على حياة الإنسان.
أيهما أشد خطورة.. تمدد الشريان الأورطي الصدري أم البطني؟
عند الحكم على خطورة تمدد الشريان الأورطي فلا يعد مكان التمدد المعيار الأساسي لتقييم الخطورة، بل كلما زادت درجة تمدد الشريان عن 5 سم، زادت فرصة تعرضه للانفجار، ما يعرض المريض للنزيف الداخلي الحاد وخطر الموت المفاجئ.
لذلك يمكننا القول أن جميع صور تمدد الشريان الأورطي خطيرة للغاية إذا لم يدركها المريض في وقت مبكر ووصلت إلى مراحل متقدمة تهدد حياته.
هل من طريقة يمكن بها اكتشاف تمدد الشريان الأورطي في مرحلة مبكرة؟
بالطبع يستطيع المرضى التحوط من أعراض تمدد الشريان الأورطي الصدري أو البطني من خلال طريقة واحدة فقط، وهي المتابعة الدورية لدى جراح أوعية دموية متمرس، فبدوره يفحص حالة الشريان الأورطي لدى المريض ويضع له جدول متابعة دورية لفحص الشريان كل فترة والاطمئنان على سلامته.
وعادة ينصح جراحو الأوعية الدموية بالمتابعة الدورية بالنسبة للمرضى الذين يواجهون بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص إصابتهم بتمدد الشريان الأورطي، لعل أهمها:
- التقدم في العمر.
- التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول الضار.
- السمنة ونمط الحياة غير الصحي.
إذا أظهرت المتابعات تمدد الشريان الأورطي .. هل يمكن علاجه بالأدوية؟
يُعد العلاج الدوائي هو الخطوة الأولى للسيطرة على تمدد الشريان الأورطي، خاصة إذا أظهرت الفحوصات أن حجم التمدد أقل من 5 سم، فحينئذ يهدف العلاج الدوائي إلى وقف تطور المرض والتحكم في حجم التمدد، بحيث لا يصل إلى أكثر من 5 سم.
تشمل أشهر الأدوية التي يصفها جراح الأوعية الدموية في هذه المرحلة:
- أدوية لضبط مستوى ضغط الدم.
- الأدوية المانعة لتكون الكوليسترول الضار في الجسم.
إضافة إلى الأدوية، يوصي الطبيب مرضاه باتباع نظام غذائي يعتمد على الأغذية خالية الدسم، وممارسة الرياضة بانتظام.
ماذا إن استمر الشريان في التمدد رغم الالتزام بالعلاج الدوائي؟
حينئذ يرشح جراح الأوعية الدموية المريض إلى تدخل جراحي عاجل لإصلاح تمدد الشريان الأورطي، وعادة ما يختلف هذا التدخل حسب درجة التمدد وحالة الجزء المتمدد نفسه، وحدوث تشقق في جزء من الشريان من عدمه.
تنطوي الخيارات الجراحية لـ علاج تمدد الشريان الأورطي على ما يلي:
- استئصال الجزء المتمدد من الشريان واستبداله برقعة صناعية قادرة على تحمل ضغط الشريان الأورطي.
- الاستعانة بالقسطرة عن طريق شريان الفخذ لتركيب دعامة في الجزء المتمدد من الشريان وتخفيف الضغط على جداره، ما يقي المريض من خطر الانفجار.
بنهاية حديثنا عن أعراض تمدد الشريان الأورطي الصدري والبطني والمخاطر الناتجة عن اكتشافهما في وقت متأخر، نوصي جميع المدخنين وكبار السن ومرضى ارتفاع ضغط الدم بضرورة استشارة جراح أوعية دموية متمرس، حتى وإن لم يشعروا بأي أعراض تدفعهم لذلك، فنظام المتابعة الدورية يقيهم من مضاعفات مستقبلية عدة قد تودي بحياتهم.
يمكنكم حجز استشارة طبية الآن مع أفضل جراحي الأوعية الدموية في مصر الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية وزميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا- من خلال التواصل عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.