لأسباب عدة قد يُصاب جدار الشريان الأورطي -أكبر شرايين الجسم- بالتمدد والضعف، ما قد يُعرضه لخطر الانفجار -لا قدر الله-، ويضع حياة المريض في خطر محقق، ولعل أكثر الحالات التي رُصدت بهذا المرض هم الرجال فوق سن 50 عامًا. ترى هل توجد علاقة بين التقدم في العمر وهذا المرض؟ وهل أعراض تمدد الشريان الأورطي كافية لتشخيص المرض؟ هذا ما نتناوله تفصيلًا في فقرات هذا المقال.
هل ظهور أعراض تمدد الشريان الأورطي مرتبط بتقدم العمر؟ وما أبرزها؟
بالطبع يُعد التقدم في العمر أحد عوامل الخطر الرئيسية لحدوث تمدد في الشريان الأورطي، وذلك لأن التقدم في العمر عادة ما يرتبط بحالات صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلب وضيق الشريان الأورطي والتهابات الشرايين، إذ تعد هذه الأسباب كافية لإضعاف أنسجة الشرايين وجعلها أكثر عُرضة للترقق والتمدد.
وعليه يحدث تمدد للشريان الأورطي في منطقتين شهيرتين، وهما منطقتي الصدر والبطن، ليضغط بذلك على الأعضاء والأنسجة المجاورة له مسببًا الأعراض الآتية:
- ألم شديد في الصدر أو البطن يمتد إلى الذراعين والظهر والفك السفلي.
- ضيق في التنفس عند القيام بأقل مجهود.
- الشبع بعد تناول قدر بسيط من الطعام وصعوبة الهضم.
- تسارع ضربات القلب.
- الدوخة والدوار.
- تورم في الرقبة أو الذراعين.
- الإغماء المفاجئ، وعادة يحدث لدى الحالات التي تعاني أعراض انفجار الشريان الأورطي.
رغم وضوح هذه الأعراض، لا يمكن للأطباء الاعتماد عليها كليًا لتشخيص المرض، وذلك لأسباب عدة نتناولها تفصيلًا فيما يلي.
أعراض تمدد الشريان الأورطي غير كافية لتشخيص المرض
توجد أسباب عدة لكون أعراض تمدد الشريان الأورطي غير كافية لتشخيص المرض، أهمها:
- أعراض تمدد الشريان الأورطي لا تظهر إلا بعد وصول حجم التمدد لأكثر من 5 سم، وبالتالي لا يمكن اكتشاف المرض في الحالات البسيطة لعدم معاناتهم من أي أعراض.
- قد تتشابه أعراض تمدد الشريان الأورطي مع كثير من الحالات الطبية الأخرى، مثل المغص الكلوي والقولون العصبي والأمراض الصدرية وغيرها.
وعليه، لا بد من خضوع المريض لعدد من الفحوصات الطبية الدقيقة لتشخيص تمدد الشريان الأورطي، مثل فحص الموجات الصوتية على شرايين القلب والأشعة المقطعية بالصبغة وغيرها.
لعل سردنا لهذه المعلومات قد أثار القلق والخوف من تمدد الشريان الأورطي لدى المقبلين على عمر 50 أو 60 عامًا، وبدورنا نطمئنهم أنه لا داعي للقلق إطلاقًا إذا اتبعوا بعض التدابير الوقائية خلال هذا العمر.
وتختلف قليلا اعراض تمدد الشريان الأورطي الصدري
ماذا يفعل كبار السن للوقاية من أعراض انفجار الشريان الأورطي؟
تشمل أهم التدابير التي تجنّب كبار السن المعاناة من ضيق في الشريان الأورطي أو انفجاره ما يلي:
- المتابعة الدورية لدى جراح أوعية دموية متخصص عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بتمدد أو انفجار الشريان الأورطي أو تصلب الشرايين عامة.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة الرياضة يوميًا.
- تناول أطعمة قليلة السعرات والدهون للحفاظ على الوزن المثالي.
- تناول الأدوية المسؤولة عن ضبط مستوى سكر الدم والضغط والكوليسترول في المعدل الطبيعي، مع مراجعة الطبيب المختص عند حدوث أي خلل في مستويات أي منها.
تدابير بسيطة يمكنها حمايتك من ظهور أعراض تمدد الشريان الأورطي من الأساس، ونُشير إلى أن ظهور الأعراض لا يدل على استحالة العلاج، ولكن حينها ينتقل المريض من مرحلة الوقاية البسيطة إلى مرحلة العلاج التي تستدعي اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ حياته.
ما هي أبرز التدخلات الطبية في حالة تمدد الشريان الأورطي؟
في الحالات التي يُكتشف فيها تمدد الشريان الأورطي قبل انفجاره، تقتصر التدخلات الطبية على حماية الجزء المتمدد من الانفجار على النحو التالي:
- إذا كان التمدد أقل من 5 سم، فيوصى الطبيب عادة بتعديل نمط الحياة وتناول الأدوية المانعة لتراكم الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
- إذا كان التمدد أكبر من 5 سم، يلجأ جراحو الأوعية الدموية حينئذ إلى التدخل الجراحي لإصلاح التمدد من خلال القسطرة العلاجية وتركيب دعامة، أو الجراحة المفتوحة لاستئصال الجزء المتمدد من الشريان وتركيب وصلة صناعية تحل محله.
تعرف على علاج تمدد الشريان الأورطي و مدى نسبة نجاح عملية تمدد الشريان
في جميع الأحوال ومع وجود جراح أوعية دموية خبير ومتمرس، يتماثل هؤلاء المرضى إلى الشفاء ويعودون بعد فترة النقاهة إلى حياتهم الطبيعية بحالة صحية أفضل.
يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن الأساليب الجراحية لعلاج أعراض تمدد الشريان الأورطي من خلال استشارة الدكتور أحمد زكي -مدرس واستشاري جراحة الأوعية الدموية بكلية طب القصر العيني-.
لمعرفة المواعيد المتاحة تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.