من حسن الحظ أن للدم خصائص فريدة تمكنه من التجلط سريعًا إذ تسرب خارج جسم الإنسان، وذلك للوقاية من خطر النزيف المستمر ومضاعفاته، لكن على صعيد آخر نجد أن حدوث هذا التجلط داخل أنسجة الجسم ولا سيما الأوعية الدموية يترتب عليه مضاعفات خطيرة قد تهدد حياة الإنسان. ومن هذا المنطلق عزم الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحات الأوعية الدموية- على تناول أنواع جلطات الساق التي هي أشهر صور تجلط الدم في الجسم، مشيرًا إلى أكثرها خطورة على حياة الإنسان.
ما هي أنواع جلطات الساق حسب مكان حدوثها؟
صُنفت أنواع جلطات الساق حسب مكان حدوثها إلى نوعين أساسيين، هما:
جلطات أوردة الساق
لأسباب عدة أشهرها زيادة لزوجة الدم قد يتعطل سريان الدم خلال أوردة الساق، ما ينتج عنه تكون جلطات دموية بصورة تدريجية، ولذلك لا يعاني المريض من أعراض ملحوظة سوى بعد كبر حجم الجلطة، ومنعها تدفق الدم بسلاسة خلال الوريد.
وتنقسم جلطات أوردة الساق إلى نوعين أساسيين هما:
- جلطات الأوردة السطحية، التي تتكون في الأوردة القريبة من الجلد، وهي أكثر شيوعًا وأقل خطورة، إذ تتطور ببطء ونادرًا ما تتحرك من مكانها إلى أعضاء الجسم المختلفة.
- جلطات الأوردة العميقة، التي تتكون في الأوردة العميقة في أسفل الساق أو الفخذ أو الحوض، وتكون أكثر خطورة مقارنة بجلطات الأوردة السطحية، إذ تنفصل سريعًا من مكانها وقد تصل إلى الرئة مسببة جلطة رئوية شديدة تهدد حياة المريض.
جلطات شرايين الساق
يصيب هذا النوع عادة المرضى الذين يعانون من تصلب الشرايين نتيجة تقدم العمر أو الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، إذ تتكون جلطات دموية في شرايين الساق تمنع تدفق الدم المحمل بالأكسجين والمغذيات إلى أنسجتها، ما يتسبب في تلفها تدريجيًا ويعرضها لخطر البتر على المدى الطويل عند إهمال علاجها.
واستكمالًا لحديثنا عن أنواع جلطات الساق، دعونا نتطرق فيما يلي إلى أكثر الأنواع التي نواجهها يوميًا في المستشفيات أو العيادات، مشيرين إلى عوامل الخطر التي عرّضت أصحابها لخطر الإصابة بالجلطات.
أنواع جلطات الساق الأكثر شيوعًا بين المرضى
تشمل أكثر أشكال جلطات الساق شيوعًا بين المرضى ما يلي:
جلطات الساق المصاحبة لإجراء عملية جراحية
قد يتعجب بعض المرضى من إصرار الأطباء بعد خضوعهم لعملية جراحية صعبة على ضرورة المشي فور إفاقتهم من التخدير، ولعل لذلك فائدة كبيرة في الحفاظ على حياتهم، إذ تتسبب قلة الحركة بعد الجراحات في ركود الدم فترات طويلة في أوردة الساقين ما يترتب عليه تعرضهم لجلطات الأوردة العميقة ومخاطرها.
ونظرًا إلى عدم استجابة بعض المرضى لهذه النصيحة بعد الجراحة لشدة الألم الذي يعانونه، أصبحت جلطات الساق أكثر شيوعًا بين هذه الفئة.
جلطات الساق في أثناء الحمل
تحدث خلال الحمل عدة تُغيرات تجعل الحوامل أكثر عرضة للإصابة بجلطات الأوردة العميقة، أهمها زيادة لزوجة الدم وكثافته، إضافة إلى زيادة الضغط من الجنين والرحم على أوردة الحوض والساقين.
اجتماع هذه العوامل مع عدم حرص الحوامل على الحركة باستمرار يُعرضهم إلى مخاطر جلطات الأوردة العميقة.
جلطات الساق لدى مرضى السكر
من أشهر مضاعفات مرض السكر هو حدوث ضعف في الأوعية الدموية الموجودة بالساقين خاصة لدى الفئات التي لا تهتم بتناول جرعات الأدوية وضبط معدل سكر الدم باستمرار، وقد يتسبب ذلك في تصلب شرايين الساق على المدى الطويل وزيادة خطر تعرضهم إلى جلطات الشرايين.
لذلك نجد أن معظم حالات جلطات الشرايين التي نواجهها يوميًا في العيادة يعاني أصحابها من مرض السكري منذ فترة طويلة.
ومن منطلق الحديث عن أنواع جلطات الساق دعونا نشير إلى أكثرها خطورة على حياة الإنسان، وذلك لتحذير المرضى من مخاطر إهمال علاج جلطات الساق وعدم الحصول على الاستشارة الطبية في أسرع وقت ممكن.
أيهما أكثر خطورة جلطات الأوردة أم الشرايين؟
تُعد جلطات الأوردة العميقة النوع الأكثر خطورة بين أشكال جلطات الساق، وذلك لأنها قد تنفصل سريعًا من مكانها إلى الدورة الدموية الرئيسية، ومنها إلى الشريان الرئوي مسببة انسداده وتلف أنسجة الرئة التي تُعرض المريض إلى خطر الموت المفاجئ.
وأخيرًا، نستنتج أن جلطات الأوردة العميقة من الحالات الطبية الطارئة التي تستدعي الخضوع إلى علاج فوري لإنقاذ حياة المريض، ولا يعني ذلك أنه يمكن التعايش مع أنواع جلطات الساق الأخرى دون علاج.
يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن علاج أنواع جلطات الساق بأحدث التقنيات من خلال استشارة الدكتور أحمد زكي -زميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا- عبر حجز موعد من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.