تغيير شرايين الساق

احجز موعدك الان

    التدخين وتناول الوجبات السريعة وقلة ممارسة الرياضة جميعها عادات سيئة تضر بصحة الإنسان على أكثر من مستوى، ونخص في حديثنا اليوم صحة الشرايين والأوردة، إذ تسبب هذه العوامل زيادة تراكم الخلايا الدهنية والصفائح الدموية على جدار الشرايين، ما ينتج عنه ضيق وانسداد الشرايين الطرفية.

    ولعل أشهر شرايين الجسم تأثرًا بهذه العوامل هي شرايين الساق، والتي قد يؤدي الإهمال في صحتها إلى الحاجة إلى تغيير شرايين الساق تجنّبًا لما هو أكثر خطورة، مثل الحاجة إلى بتر الساقين!

    ترى متى يكون تغيير شرايين الساق ضروريًا؟ وكيف يساهم هذا الإجراء في استعادة كفاءة الدورة الدموية في الساقين مرة أخرى؟ يجيب الدكتور أحمد زكي -مدرس واستشاري جراحة الأوعية الدموية بكلية طب القصر العيني- عن هذه التساؤلات وأكثر في فقرات هذا المقال.

    هل تغيير شرايين الساق هو العلاج الوحيد لانسداد الشرايين الطرفية؟

    عادة لا يكون تغيير شرايين الساق هو الخيار العلاجي الأول الذي يسلكه جراحو الأوعية الدموية مع مرضى ضيق أو انسداد الشرايين الطرفية.

    ففي الحالات التي تعاني ضيقًا بسيطًا في شرايين الساق -بما لا يمنع تدفق الدم إليها بالكامل، ولا يؤثر في أدائها الوظيفي- يكون العلاج التحفظي والدوائي حلًا مثاليًا، إذ تتحسن حالتهم على الفور بمجرد الإقلاع عن العادات الغذائية السيئة والتوقف عن التدخين، والمواظبة على تناول أدوية السيولة والأدوية الخافضة للكوليسترول في الدم.

    ولكن مع الأسف لا تفلح هذه الأساليب في علاج انسداد الشرايين الطرفية في مراحله المتقدمة، إذ يحتاج المرضى إلى تدخل مباشر لفتح هذه الشرايين وإعادة التروية الدموية إلى الساق في أسرع وقت ممكن.

    من هم المرشحون لعملية تغيير شرايين الساق؟

    يصير تغيير شرايين الساق الحل الوحيد لعلاج انسداد الشرايين الطرفية في الحالات الآتية:

    • عند فشل أساليب العلاج الأخرى في تحقيق تحسن ملحوظ في تدفق الدورة الدموية إلى الساق، مثل العلاج الدوائي.
    • إذا عانى المريض من انسداد في جزء كبير أو على أكثر من مستوى في شرايين الساق.
    • عند فشل الدعامات الطبية في علاج الانسداد الذي يعانيه المريض.
    • إذا ظهرت أعراض تشير إلى وصول انسداد الشرايين إلى مرحلة متقدمة، مثل صعوبة المشي والألم الشديد عند المشي أو النوم، وتغيّر لون جلد الساق، والشعور بخدر وتنميل، والإصابة بجروح أو قرح غير قابلة للالتئام.

    وجود هذه العلامات لدى مريض انسداد شرايين الساق، تجعل جرّاح الأوعية الدموية يرشحه على الفور لعملية تغيير شرايين الساق.

    علام تعتمد فكرة عملية تغيير شرايين الساق؟ ومتى تكون علاجًا فعّالًا؟

    تعتمد فكرة عملية تغيير شرايين الساقين على خلق طريق جديد تتدفق خلاله الدورة الدموية بسلاسة إلى أجزاء الساق المختلفة، لتمدها بالأكسجين والمغذيات وتحفز أدائها لوظائفها على أكمل وجه.

    دعنا نقرب إليك هذا المعنى عزيزي القارئ بمثال بسيط، تشبه عملية تغيير شرايين الساق ما تفعله أنت بسيارتك حين تواجه زحامًا شديدًا في الطريق، إذ تسلك طريقًا سريعًا من حول هذه المنطقة لتتجاوز الازدحام وتنطلق بسلاسة إلى وجهتك دون توقف.

    وهذا تحديدًا ما تمنحه عملية تغيير الشرايين في الساق لمرضى انسداد الشرايين الطرفية الذين يتأثر تدفق الدم لديهم بسبب هذا الانسداد.

    ولكن للحصول على أفضل نتائج من هذا الإجراء لا بد من التأكد من بعض المعايير لدى المريض، أهمها:

    • صحة وسلامة الشرايين في الجسم بوجه عام.
    • مدى قوة أوردة الساقين وقابليتها للاستخدام في العملية، إذ يتطلب صنع مسار جديد للدم الاستعانة ببعض أوردة الساق وزرعها حول منطقة الانسداد.
    • الحالة الصحية العامة للمريض والأمراض المزمنة التي يعانيها، مثل أمراض الكلى ومرض السكري.

    على صعيد آخر، قد يستعين الطبيب في تقييمه لحالة المريض قبل الجراحة ببعض الفحوصات الهامة التي نناقشها تفصيلًا فيما يلي.

    فحوصات هامة يطلبها الطبيب قبل عملية تغيير شرايين الساقين

    تنطوي أهم الفحوصات التي يطلبها الطبيب من مرضى انسداد الشرايين الطرفية قبل خضوعهم للعملية على ما يلي:

    • تخطيط كهربية القلب والموجات الصوتية، للتأكد من عدم وجود مشكلات تمنع خضوعهم للجراحة.
    • فحص الرئتين والتأكد من عملهما بكفاءة.
    • أشعة الدوبلر الملونة على شرايين الساق لتحديد مكان الانسداد وكفاءة شرايين وأوردة الساق.
    • فحوصات الدم، مثل وظائف الكلى والكبد ومستوى السكر.

    إذا أثبتت هذه الفحوصات عدم وجود أي موانع لخضوع المريض للعملية، يوصيه الطبيب بمجموعة من الوصايا في الأيام القليلة التي تسبق الإجراء، لعل أهمها:

    • التوقف عن تناول أي أدوية للسيولة.
    • التوقف عن التدخين.
    • إخبار الطبيب عن أي نزلات برد مفاجئة أو أمراض أخرى يعانيها قبل العملية.
    • الامتناع عن الطعام والشراب في الليلة السابقة للعملية.

    بإتمام هذه الفحوصات والالتزام بالتعليمات يصبح المريض جاهزًا للخضوع للعملية في أسرع وقت ممكن.

    تغيير شرايين الساق.. جراحة دقيقة تستدعي جرّاح أوعية دموية متمرس

    تحت تأثير التخدير الكلى أو النصفي حسب حالة المريض، يبدأ جراح الأوعية الدموية في تغيير شرايين الساق على النحو التالي:

    • صنع بعض الشقوق الجراحية في مكان الانسداد (على الأغلب قبل وبعد منطقة الانسداد).
    • عمل شق جراحي في الساق الأخرى السليمة، ومن خلاله يأخذ أحد الأوردة القوية تمهيدًا لزرعه في مكان الانسداد في الساق المريضة.
    • توصيل الوريد السليم في منطقة الانسداد، والتأكد من تدفق الدورة الدموية بسلاسة خلاله وعدم تسرب الدم من الغرز الجراحية.

    ملحوظة هامة: إذا لم يمتلك المريض أوردة قوية في الساقين أو الذراعين، يمكن استبدالها ببعض الأوردة الصناعية البلاستيكية، والتي عادة تُصنع بمواصفات مضادة للتجلط أو الرفض المناعي من قبل الجسم، لتُزرع بكفاءة في مكان الانسداد وتقوم بنفس وظيفة الأوردة والشرايين الطبيعية.

    ولا ينتهي دور الجرّاح عند إتمام خطوات العملية بكفاءة عالية فقط، بل تستمر رحلته مع المريض بعد العملية -أيضًا-، إذ يوصيه ببعض التعليمات الهامة التي تضمن تعافيه سريعًا دون مضاعفات.

    التزام المريض بتعليمات فترة النقاهة خطوة أساسية لنجاح العملية

    لا شك أن نسبة كبيرة من نجاح العملية تتوقف على خبرة ومهارة الجراح، ولكن يقع على عاتق المريض جزء من المسؤولية -أيضًا-، إذ يعد التزامه بتعليمات فترة النقاهة خطوة مهمة في رحلة التعافي.

    وقد تشمل أهم هذه التعليمات:

    • الراحة التامة وعدم بذل أي مجهود بدني خلال الفترة التي أوصى بها الطبيب.
    • اللالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، مثل المضادات الحيوية وأدوية السيولة وضبط ضغط الدم والكوليسترول.
    • رفع الساق المصابة على كرسي عند الجلوس.
    • البدء بالمشي تدريجيًا عندما يوصي الطبيب بذلك.
    • الاهتمام بنظافة وجفاف جروح العملية.
    • الحضور في مواعيد المتابعة الدورية لدى جراح الأوعية الدموية للتأكد من تدفق الدم في الساق والتئام الجروح.

    يتسبب التقاعس عن الالتزام بهذه التعليمات في تعرضك إلى مضاعفات خطيرة وطول فترة التعافي من العملية.

    هل مضاعفات عملية تغيير شرايين الساق شائعة الحدوث؟

    بالطبع لا، فإذا خضعت للجراحة على يد جراح أوعية دموية خبير والتزمت بكافة التعليمات قبل وبعد العملية، تقل فرص تعرضك إلى مضاعفات العملية.

    وما دون ذلك يُحتمل تعرضك للإصابة بالمضاعفات التالية:

    • العدوى وبطء التئام الجروح.
    • النزيف في مكان العملية.
    • فشل عملية تغيير الشرايين واستمرار المعاناة مع الأعراض المزعجة.

    اقرا المزيد عن علاج دوالى الساقين

    يمكنكم معرفة المزيد عن فترة التعافي من العملية والعودة إلى الحياة الطبيعية من خلال استشارة الدكتور أحمد زكي -مدرس واستشاري جراحة الأوعية الدموية بكلية طب القصر العيني-. للحجز والاستفسار تواصوا معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.