هل سبق لك أن شعرت بألم شديد ومفاجئ في ساقك؟ هل هذا الألم مصحوب بتغير في لون الجلد أو برودة في الأطراف؟ هذه الأعراض قد تشير إلى حالة خطيرة تُعرف بـ “جلطة شرايين الساق”. لكن، ما الذي يُسبب هذه الحالة؟ وكيف يمكن التعرف عليها وعلاجها في الوقت المناسب؟ في هذا المقال، يُجيب الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية- عن هذه الأسئلة ويوضّح أهم التفاصيل حول جلطة شرايين الساق، بما يشمل الأعراض وطريقة التشخيص والعلاج وطرق الوقاية.
ما هي جلطة شرايين الساق؟
جلطة شرايين الساق تحدث نتيجة تكوّن تجمع دموي يسد مجرى الشريان، ما يعيق تدفق الدم المحمّل بالأكسجين إلى أنسجة الساق. وعندما يحدث ذلك لا تتغذى أنسجة القدم والساق بالصورة المطلوبة، وتصير عُرضة للتلف السريع الذي قد يتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل الغرغرينا.
ولكن ما الفرق بينها وبين جلطة الأوردة العميقة؟
يكمن الفرق في أن جلطة الشرايين تمنع تدفق الدم المؤكسج القادم من القلب إلى الأنسجة، أما جلطة الأوردة العميقة (DVT) فتمنع رجوع الدم من الأطراف إلى القلب.
إليك الاجابة عن ما هي أنواع جلطات الساق؟ وأيها أخطر على حياة الإنسان؟
ما هي أسباب جلطة شرايين الساق؟
هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بجلطة شرايين الساق، وأهمها ما يلي:
-
تصلب الشرايين
عندما تتراكم الرواسب الدهنية والكوليسترول على جدران الشرايين يؤدي ذلك إلى تضييق الشرايين وزيادة خطر تكوين الجلطات.
-
اضطرابات القلب
ومن هذه الاضطرابات، الرجفان الأذيني، وقصور القلب، حيث يتأثر تدفق الدم ويكون غير منتظم.
-
قلة النشاط البدني
الجلوس لفترات طويلة بعد العمليات الجراحية أو خلال السفر الطويل يبطئ الحركة الدموية ويزيد من احتمالية تكوّن الجلطات.
-
التدخين
يؤدي إلى تلف جدران الشرايين، ويرفع لزوجة الدم، مما يزيد خطر التجلط.
-
عوامل أخرى
هناك عوامل أخرى غير التي ذكرنا لها تأثير يساهم في تكوّن الجلطات، وذلك مثل السمنة، والتقدم في العمر، والتاريخ العائلي لأمراض القلب والشرايين.
تعرف على علاج جلطات الساق في الأوردة والشرايين
ما هي أعراض جلطة شرايين الساق؟
تظهر أعراض جلطة شرايين الساق بصورة واضحة نظرًا لتأثيرها المباشر على الدورة الدموية، وعادة ما تظهر في صورة:
- ألم شديد ومفاجئ يظهر عادة في منطقة الساق المصابة، ويزداد مع الحركة بسبب نقص الأكسجين في العضلات.
- برودة الأطراف، فتصبح الساق أو القدم المصابة باردة نتيجة توقف تدفق الدم.
- تغير لون الجلد، فقد يُصبح الجلد شاحبًا أو يميل إلى اللون الأزرق.
- تنميل أو فقدان الإحساس، ويحدث بسبب تأثر الأعصاب نتيجة نقص الأكسجين.
- تورم الساق، ويظهر في الحالات المتقدمة نتيجة تراكم السوائل.
كيفية تشخيص جلطة شرايين الساق
يتطلب تشخيص جلطة شرايين الساق فحوصات دقيقة لضمان الوصول للسبب الرئيسي للمشكلة، ومن ثم تحديد العلاج المناسب للحالة. وتشمل خطوات التشخيص ما يلي:
– الفحص السريري، يقوم الطبيب فيه بملاحظة الأعراض الخارجية، مثل لون الجلد وحرارة الساق، ويطرح الطبيب أسئلة حول الأعراض ومدة ظهورها.
– اختبار دوبلر بالموجات فوق الصوتية، ويُستخدم لقياس تدفق الدم في الشرايين، وهو الاختبار الأكثر شيوعًا للكشف عن الجلطات.
– تصوير الأوعية الدموية، ويتضمن حقن صبغة لرؤية الأوعية بوضوح، ويمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.
– اختبارات الدم، وتُجرى لمعرفة مستويات بعض البروتينات المرتبطة بتجلط الدم.
تعرف على علاج انسداد شرايين الساق
ما هي طرق علاج جلطة شرايين الساق؟
يعتمد علاج جلطة شرايين الساق بصورة كبيرة على التشخيص السريع والتدخل الفوري من قبل طبيب متخصص في الأوعية الدموية، حيث يُقدّم هذا التخصص حلولًا متقدمة ودقيقة لمعالجة المشكلة ومنع التعرضّ للمضاعفات.
تشمل العلاجات التي يُقدمها الطبيب المتخصص ما يلي:
1. إذابة الجلطة بالقسطرة (Thrombolysis)
يتم إدخال قسطرة صغيرة إلى داخل الشريان المصاب، وتُحقن أدوية مذيبة للجلطة مباشرة في مكان الانسداد لإذابتها.
2. توسيع الشريان وتركيب دعامة (Angioplasty with Stent)
يتم إدخال بالون صغير عبر القسطرة إلى المنطقة الضيقة أو المسدودة بالشريان، ويُنفخ البالون لتوسيع الشريان، ثم يتم تركيب دعامة للحفاظ على الشريان مفتوحًا وضمان تدفق الدم بصورة طبيعية.
3. الأدوية المكمّلة
قد يصف الطبيب أدوية مثل مضادات التجلط لمنع تكون جلطات جديدة، وقد يوصي باستخدام مميعات الدم لفترة طويلة لضمان استمرار تدفق الدم دون عوائق.
هذه العلاجات المتخصصة تُساعد على إنقاذ الساق من المضاعفات الخطيرة مثل الغرغرينا أو بتر الأطراف، خاصة إذا تم التدخل في الوقت المناسب.
تعرف على اعراض جلطة الرجل بعد العمليه القيصريه: ما هي وما أسبابها؟
كيف يمكن الوقاية من جلطة شرايين الساق؟
الوقاية هي أفضل طريقة لتجنب الإصابة بالجلطات الشريانية. وفيما يلي أهم النصائح الوقائية:
- ممارسة النشاط البدني بانتظام، إذ تُحسن التمارين الدورة الدموية وتُقلل من خطر التجلط. ويمكن للمشي اليومي أو ركوب الدراجة أن يكون كافيًا.
- الإقلاع عن التدخين، إذ يُسبب التدخين أضرارًا مباشرة للأوعية الدموية، ويساهم التوقف عنه في التقليل من خطر الجلطات بنسبة كبيرة.
- مراقبة الأمراض المزمنة، مثل ضغط الدم المرتفع والسكري.
- الالتزام بالأدوية والفحوصات الدورية.
- اتباع نظام غذائي صحي، يشمل تقليل الدهون المشبعة والكوليسترول، وزيادة تناول الفواكه والخضروات الغنية بالألياف.
من المهم أن تكون على دراية بأعراض جلطة شريان الساق وأسبابها لتتمكن من اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب. وإذا لاحظت أيًا من الأعراض المذكورة، استشر الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية- عبر حجز موعد من خلال الاتصال على أرقام العيادة الموضّحة في موقعنا الإلكتروني.