علاج القدم السكري لا يكون في يومٍ وليلة، ولا يعتمد على دواءٍ يأخذه المريض فيظهر التحسّن خلال ساعات من تناوله كما هو الحال مع الصداع مثلا، وإنما هو رحلة علاجية ذات خطوات متكاملة ومترابطة، ولا يتخلّص المريض من المُشكلة التي يعانيها إلا إذا مرّ بجميع مراحل وخطوات العلاج، والتي تبدأ من اختيار الطبيب المتخصص.
ما هو أفضل علاج للقدم السكري؟ وما هي المراحل التي يمر بها المريض في رحلة العلاج؟ وهل يكفي تغيير ضمادات الجروح بصورة دورية في شفاء المريض من هذه المشكلة ومنع الألم المُصاحب لها؟ وكيف يقي المريض نفسه من تكرار الإصابة مجددًا؟
في هذا المقال، يُجيبنا الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية- عن جميع هذه التساؤلات وأكثر، فتابعوا قراءة المقال حتّى النهاية.
ما هو علاج القدم السكري؟
وضّحنا في السطور الماضية أن علاج القدم السكري يمر بمراحل متعددة، وبيان ذلك على النحو التالي:
أولاً، إزالة الأنسجة التالفة
يتعين علينا التخلص بسرعة شديدة من أي أنسجة تالفة في القدم من خلال جراحات بسيطة للغاية، هذه الخطوة تتضمن إزالة الأنسجة التالفة وتطهير الجروح من أي ميكروبات قد تدخل إلى القدم -أو تكون أصابت داخل القدم بالفعل-.
ثانيًا، تقييم حالة الدورة الدموية المغذيّة للقدم
بعد ذلك، ينبغي تقييم حالة الدورة الدموية في القدم، ويعني ذلك أنه يجب فحص تدفق الدم إلى القدم، والتأكد من أن الخلايا المناعية تصل بكميات كافية لمحاربة الميكروبات، وهو ما يمكن تمثيله بالجيش الذي يقف بمثابة الحاجز أمام التهديدات المُحتملة.
ويمكن التحقق من ذلك وتقييم حالة الدورة الدموية من خلال بعض الفحوصات الطبية، مثل أشعة الدوبلكس التي تصوّر الشرايين المغذيّة للقدم.
وفي حال أظهرت الفحوصات وجود ضيق أو انسداد في الشرايين، فإن التعامل مع هذا الأمر يتطلب توسيع هذه الشرايين لضمان وصول الدم بكميات كافية إلى القدم، ونوضّح لكم المزيد من التفاصيل في الفقرة التالية.
يمكنك الاطلاع بصورة افضل عن علاج انسداد الشرايين الطرفية
ثالثًا، علاج القدم السكري بتحسين كفاءة الدورة الدموية في القدم
من العوامل المهمة في علاج آلام القدم السكري تحسين كفاءة الدورة الدموية المارّة في القدم، وذلك عن طريق فتح الشرايين المسدودة وتوسيع الشرايين الضيّقة.
وكان الاعتماد في الماضي على الجراحة لفتح وتوسيع الشرايين المسدودة والضيّقة، وتركّب وصلات باستخدام أوردة من الجسم أو شرايين صناعية لإنشاء مسار ليتدفق الدم عبره.. لكن في السنوات الأخير، بدأنا في استخدام تقنيات حديثة للغاية تعتمد على التخدير الموضعي فقط، وباستخدام قسطرة رفيعة لا يزيد قطرًا عن المليمتر.
حيث يدخل الطبيب هذه القسطرة عبر الشريان استرشادًا بجهاز الأشعة، وتوسيع الانسداد أو الضيق بنفخ بالون داخل هذا الشريان. بعد ذلك، إذا كان هناك ضيق مستمر، يركّب الطبيب دعامة معدنية ليظل الشريان مفتوحًا ويمنع انسداده مرة أخرى، وبالتالي يُحافظ على التدفق الدموي داخل الشريان.
ويكون المريض مستيقظًا خلال خطوات هذه العملية، ويتمكّن من العودة إلى منزله في نفس اليوم الذي خضع فيه للإجراء.
وبالمرور بهذه المراحل الثلاث نكون قد قمنا بتنظيف الأنسجة وضبط تدفق الدم بصورة جيدة، ويلي ذلك المرحلة التكميلية التي لا غنى عنها..
رابعًا، التغيير على جرح القدم السكري بانتظام
نبدأ في تغيير الضمادات على الجروح بانتظام حتى تلتئم تمامًا، ومن الضروري أن يتأكد المريض من العناية بهذه الجروح والتغيير عليها مرتين أو ثلاث مرات يوميًا حتى تُشفى بالكامل.
وعندما تتعافى القدم بالكامل، نبدأ في تقديم النصائح للمريض لمنع تكرار المشكلة، وذلك من خلال إعطائه أدوية لتحسين الإحساس في الأعصاب بجانب أدوية تحسين الدورة الدموية، بالإضافة إلى نصحه بضرورة ارتداء حذاء خاص لتجنب الضغط الخاطئ على الأنسجة المُصابة بالقدم.
إلى هنا تنتهي المراحل الأساسية في العلاج، ولكننا أشرنا إلى أن اختيار الطبيب المتخصص ضروري للحصول على أفضل علاج للقدم السكري، ولكن السؤال هنا، ماذا يحدث إذا لم يُحسن المريض اختيار الطبيب أو المركز المتخصص من البداية؟
خطورة علاج القدم السكري عند غير المتخصصين!
إذا ذهب المريض لغير المتخصصين في علاج القدم السكري أو إلى طبيب لا يملك رصيدًا كبيرًا من الخبرة والمهارة في التعامل مع هذه المُشكلة، وكانت الوصفة العلاجية متضمنةً تغيير الضمادات ثلاث مرات يوميًا دون معالجة الأسباب الأساسية لم يكن لذلك أي فائدة.
بل من المتوقع أن تزداد الحالة سوءًا، فالعديد من الحالات تصل إلى العيادات المتخصصة في مرحلة متأخرة من المرض، وذلك بسبب التعامل الخاطئ معها في المراحل الأوّليّة.
إذًا، فالقروح التي كانت بسيطة وسهلة العلاج قد يصبح التخلص منها معقدًا بسبب التدخل الخاطئ، وقد تتفاقم الأمور حتى تصل إلى مرحلة تتطلب بتر القدم.
متى نلجأ إلى بتر القدم؟
عندما تصل القروح إلى مرحلة متقدمة بسبب التعامل الخاطئ الناتج عن استخدام غير المتخصص أدوات ملوثة، أو إزالته أنسجة لا ينبغي إزالتها، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة، ودخول البكتيريا بصورة أكبر إلى الجروح، وتتطور الحالة بسرعة كبيرة، حتى إن ذلك يكون أحيانًا في غضون ساعات أو أيام قليلة.
في هذه المرحلة، قد يكون الجراح مضطرًا إلى اتخاذ قرار ببتر القدم للحفاظ على حياة المريض، لأن انتشار البكتريا يعني انتشار السموم في الجسم، وذلك قد يؤدي إلى فقدان حياة المريض.
ولذا كان من الممكن تجنب هذا السيناريو بالكامل لو تم التعامل مع الحالة بصورة صحيحة، وفي وقتٍ مبكّر وعلى يدّ المتخصصين.
وفي النهاية، يؤكد الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية على أن العامل الرئيسي في علاج القدم السكري هو اللجوء للطبيب المتخصص المشهود له بالخبرة في هذا المجال لتجنّب التعامل الخاطئ مع المُشكلة، ومن ثم الإصابة بمضاعفات نحن في غنىً عنها.
يمكنكم حجز موعد في عيادات الدكتور أحمد زكي عبر الاتصال بالأرقام الموضّحة في موقعنا الإلكتروني.