تخيل نفسك تشعر بألم مستمر في البطن أو الظهر، قد تظن أنه إجهاد يومي أو نتيجة لوضعية جلوس خاطئة، لكن ماذا لو كان هذا الألم هو إشارة من جسمك بأن هناك شيئًا ما غير طبيعي يحدث داخلك!
يصنّف تمدد الشريان الأورطي البطني كأحد أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان، ويُطلق عليه البعض “القاتل الصامت”، وذلك لأنه يحدث دون أن يشعر به المريض، ودون أعراض يُمكن ملاحظتها وربطها بمشكلة في الأوعية الدموية وشرايين الجسم!
في هذا المقال يوضّح لنا الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية- طرق علاج تمدد الشريان الأورطي البطني واكتشافه في المراحل المبكّرة، ذلك المرض الذي يؤدي إهماله علاجه إلى مضاعفات خطيرة.. قد تودي بحياة المريض!
تشخيص تمدد الشريان الأورطي البطني
التشخيص خطوة قد يهملها البعض ظنًّا منهم أن بداية العلاج تكون في غرفة العمليات، ولكن ذلك غير صحيح، فالتشخيص الصحيح هو الخطوة الأهم في العلاج.
ويُمكن تشخيص تمدد الشريان الأورطي البطني عن طريق الآتي:
- تصوير الموجات فوق الصوتية، الذي يُعد من أفضل الفحوصات التي توفر لنا رؤية واضحة لحالة الشريان، إذ يمكن لهذا الفحص أن يكشف عن حجم الشريان ومكان التمدد بدقة، مما يساعد الأطباء في اتخاذ القرار بشأن طريقة العلاج المناسبة.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، الذي يمكنه أن يكشف عن تفاصيل أدق، مما يمنح الأطباء صورة أكثر شمولًا عن الحالة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والذي يقدّم لنا صورًا عالية الدقة للشريان، مما يساعد في تحديد مدى تأثير التمدد على جدران الشريان.
علاج تمدد الشريان الأورطي البطني
يعتمد علاج تمدد الشريان الاورطي البطني على حجم التمدد وموقعه، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض.
ففي الحالات التي يكون فيها التمدد صغيرًا ولا يسبب أعراضًا واضحة، قد يوصي الطبيب ببدء العلاج التحفظي، والذي يتضمن إجراء فحوصات دورية باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لمراقبة حجم التمدد، والتأكد من عدم تطوره بسرعة؛ إذ يساعد ذلك على تحديد الوقت المناسب للانتقال لمرحلة أخرى من العلاج.
عندما يتراوح حجم التمدد ما بين 5 إلى 5.5 سنتيمترًا، أو في حالة زيادة التمدد بسرعة أو ظهور أعراض قويّة -مثل آلام المعدة-، تصير الجراحة حينئذ ضرورية.
وهناك نوعان رئيسيان من علاجات تمدد الشريان الأورطي:
- الجراحة المفتوحة: في هذا الإجراء يُزيل الطبيب الجزء المتضرر من الشريان الأورطي ويستبدله بأنبوب صناعي. هذه الجراحة تتطلب عمل شق جراحي في البطن ليتمكّن الطبيب من رؤية الشريان بوضوح، وتعتبر الخيار التقليدي والأكثر شيوعًا في حالات التمدد الكبيرة.
- القسطرة: تعتبر هذه الطريقة هي الأقل تدخلًا، وفيها يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا يسمى القسطرة عبر شريان في الساق، ويوجهه إلى موقع التمدد في الشريان الأورطي. بعد ذلك، يثبّت دعامة مغطاة بشبكة معدنية في مكان التمدد، لتعمل على دعم جدران الشريان الضعيفة، وتمنع زيادة التمدد وخطر تمزق الشريان.
كل من الجراحتين لهما مزاياهما وعيوبهما، ويعتمد اختيار النوع المناسب على الحالة الصحية العامة للمريض ونوع التمدد الذي يعاني منه، واختيار الطبيب بعد التشخيص السليم للحالة.
وبالطبع، لا يمكننا أن نتجاهل دور الأدوية في علاج هذه المشكلة في مراحلها المبكّرة، إذ من المتوقع أن يصف الطبيب أدوية خفض ضغط الدم. كما أن تغيير نمط الحياة يصير ضرورة وليس خيارًا، بما يشمل الإقلاع عن التدخين، وتجنّب زيادة الوزن، وممارسة الرياضة بانتظام، فكل ذلك يسهم في تحسين صحة الشرايين والصحّة العامّة للمريض.
اقرا ايضا عن علاج انسداد الشريان السباتي
مخاطر إهمال علاج تمدد الشريان الأورطي البطني
إذا تُرك تمدد الشريان الأورطي البطني دون علاج، فإن ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، فإذا استمرت زيادة هذا التمدد تدريجيًا يزداد خطر تمزّقه، وهو ما يمكن أن يكون مميتًا!
فتمزق الشريان الأورطي يؤدي إلى نزيف داخلي حاد، مما يتطلب تدخلًا جراحيًا طارئًا، ويكون عامل الوقت هو الخيار الوحيد لإنقاذ حياة المريض.
وفي بعض الأحيان، قد يؤدي التأخير في العلاج إلى مضاعفات أخرى، مثل الجلطات الدموية، التي قد تتشكل في المنطقة المتوسعة من الشريان، ومن ثم تتحرك إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يسبب انسدادًا في الأوعية الدموية.
وختامًا، حان الوقت لاتخاذ الخطوة الأولى نحو العلاج والوقاية من هذه المشكلة الخطيرة. لا تتردد في زيارة عيادة الدكتور أحمد زكي –استشاري جراحة الأوعية الدموية-، حيث الرعاية الطبية المتخصصة والتوجيه الصحيح لضمان صحتك وسلامتك.
الدكتور أحمد زكي يتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع مثل هذه الحالات المعقدة، ويستخدم أحدث التقنيات لضمان حصولك على أفضل النتائج.