يصنف ضيق الشريان الأورطي على أنه أحد العيوب الخلقية التي تصيب القلب منذ الولادة، ولكن في فئة ضيلة للغاية من البالغين والكبار قد يتطور هذا المرض بسبب تصلب الشريان الأورطي. وعلى اختلاف الأسباب تبقى النتائج واحدة، وهو حرمان عدد كبير من أعضاء الجسم من الأكسجين والمغذيات، إضافة إلى تعرض عضلة القلب للإجهاد الشديد بسبب محاولته ضخ الدم بقوة أكبر لتغذية أعضاء الجسم المختلفة، ولهذا يُعد علاج ضيق الشريان الأورطي من الأمور الضرورية لإنقاذ حياة المرضى من مضاعفاته الخطيرة.
في هذا المقال نناقش كافة التفاصيل عن علاج ضيق الشريان الأورطي مشيرين إلى مضاعفات تأخير علاجه.
علاج ضيق الشريان الأورطي | يُحدد بناءًا على معايير عدة
تتعدد أساليب علاج ضيق الشريان الأورطي، وذلك بناءًا على عدة معايير يُقيمها الجراحون بدقة وعلى أساسها تُرسم خطة العلاج المناسبة لكل مريض، لعل أبرز هذه المعايير:
- درجة ضيق الشريان الأورطي ومكانه.
- سبب ضيق الشريان الأورطي إن وجد.
- سن المريض.
- ما إذا كان الضيق مصحوبًا بعيوب خلقة أخرى في القلب أو أمراض أخرى تتعلق بالصمامات.
- شدة الأعراض التي يسببها ضيق الشريان الأورطي.
تعرف علي أعراض تمدد الشريان الأورطي
اعتمادًا على هذه الأساليب يُصمم الجراحون خطة علاجية تهدف إلى وقف تطور المرض وتخفيف الضيق لاستعادة تدفق الدورة الدموية إلى أجزاء الجسم المختلفة، وتخفيف الضغط الزائد على عضلة القلب.
أساليب علاج ضيق الشريان الأورطي
تشمل أساليب علاج ضيق الشريان الأورطي الخيارات الآتية:
العلاج الدوائي
يلجأ الأطباء عادة إلى العلاج الدوائي في حالات ضيق الشريان البسيطة، والتي لم تسبب أي مضاعفات واضحة على عضلة القلب أو أعضاء الجسم الأخرى. تشمل أهم هذه الأدوية:
- أدوية لضبط مستوى ضغط الدم والحد من الأعراض الأخرى التي يعانيها المريض، مثل ضيق التنفس وعدم انتظام ضربات القلب وغيرها.
- أدوية لإبقاء القناة الشريانية التي تصل بين الشريان الأورطي والرئوي لدى الأطفال مفتوحة، إذ تُغلق هذه القناة تلقائيًا فور الولادة، وفي حالة معاناة الطفل من ضيق الشريان الأورطي قد تتأثر الدورة الدموية الواصلة للرئة على إثرها، لذلك يمكن لهذه الأدوية إنقاذ الرئة من المضاعفات المتوقعة.
- أدوية لتقوية عضلة القلب وتحفيزها على ضخ الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة.
- بالنسبة للبالغين الذين أثبتت فحوصاتهم الإصابة بتصلب الشريان الأورطي، يمكن إعطائهم بعض الأدوية الخافضة للكوليسترول والدهون الثلاثية لوقف تطور المرض.
ملحوظة: لا يعد العلاج الدوائي حلًا نهائيًا لمشكلة ضيق الشريان الأورطي فلا يمكن للأدوية توسيع الشريان، بل يعتمد عليه لوقف تطور المرض سريعًا وكمرحلة تمهيدية لجراحات إصلاح الشريان فيما بعد.
علاج ضيق الشريان الأورطي بالقسطرة
بالنسبة لحالات الضيق البسيطة يُعد إصلاح ضيق الشريان الأورطي بالقسطرة من التدخلات المثالية لتحسين تدفق الدورة الدموية إلى أعضاء الجسم المختلفة.
فيُجرى توسيع الشريان الأورطي بالقسطرة البالونية مع تركيب دعامة، وهي عملية بسيطة تعتمد على إدخال القسطرة عبر شريان الفخذ إلى الشريان الأورطي وتوسيع الضيق من خلال نفخ البالون ووضع قسطرة لإبقائه مفتوحًا -إذا لزم الأمر-.
من المهم التعرف على نسبة نجاح عملية الشريان الأورطي
جراحات تغيير الشريان الأورطي
بالنسبة لحالات ضيق الشريان الأورطي الشديدة أو الموجودة في أكثر من مكان على طول الشريان الأورطي، تكون جراحات تغيير الشريان الأورطي هي الخيار الأنسب للحد من المضاعفات الخطيرة لهذا المرض.
يُستعان في هذه الجراحات بأنسجة بعض الشرايين السليمة الموجودة في الكتف أو الساقين أو ببعض الشرايين الصناعية المصنوعة من مواد تقوم بنفس وظيفة الشرايين الطبيعية، وتزرع هذه الشرايين حول منطقة الضيق في الشريان الأورطي، بحيث تعمل كمسار جديد يتدفق خلاله الدم من الشريان الأورطي إلى أنسجة الجسم المختلفة بعيدًا عن مكان الضيق.
بالنظر إلى هذه الجراحات نجد أنها إجراءات دقيقة للغاية، ولذلك فهي تستدعي وجود فريق متمرس من جراحي القلب والأوعية الدموية وعلى دراية بجميع تقنيات العلاج الحديثة، خاصة تلك التي تعتمد على التدخل المحدود، لتحقيق أعلى نسب شفاء من هذا المرض.
اقرا عن تكلفة عملية الشريان الأورطي
تأخير علاج ضيق الشريان الأورطي يُسبب مضاعفات خطيرة
يتسبب تأخير علاج ضيق الشريان الأورطي في مضاعفات عدة على مستوى عضلة القلب وأعضاء الجسم المختلف، أشهرها:
- تضخم عضلة القلب وزيادة خطر الإصابة بالفشل القلبي والوفاة.
- ارتفاع ضغط الدم المستمر، وما يترتب عليه من تمدد وانفجار في الأوعية الدموية وأخطرها الشريان الأورطي.
- زيادة خطر التعرض للسكتات الدماغية التي تودي بحياة المريض.
- تمدد شرايين المخ وزيادة خطر التعرض لنزيف المخ المفاجئ.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية والفشل الكلوي.
نهاية لحديثنا عن علاج ضيق الشريان الأورطي، نؤكد على أن العلاج لا ينتهي بخضوع المرضى إلى الأساليب المذكورة فقط، بل لا بد من المواظبة على نظام متابعة دورية لدى طبيب القلب أو الأوعية الدموية، وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم عودة الضيق مرة أخرى، إضافة إلى اتباع نظام غذائي قليل الدهون وممارسة الرياضة بانتظام.
نستقبل جميع استفساراتكم عن علاج ضيق الشريان الأورطي من خلال التواصل معنا عبر منصات التواصل الاجتماعي أو حجز موعد مع الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية وعلاج أمراض الشريان الأورطي بأحدث التقنيات- عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.