كثيرًا ما نسمع عن مرض تصلب الشرايين وأنه عبارة عن تراكم تدريجي لجزئيات الدهون والكوليسترول وكريات الدم التالفة على جدران الشرايين، ما يتسبب في إتلافها تدريجيًا، وخلل وصول الدم إلى بعض أعضاء الجسم. قد لا يُشكل هذا المرض خطورة بالغة على حياة المريض إذا حدث في بعض الشرايين الفرعية أو الصغيرة بالجسم، ولكن ماذا وإن أصاب هذا المرض أكبر شرايين الجسم، وهو الشريان الأورطي؟!
في هذا المقال نناقش كافة التفاصيل عن مرض تصلب الشريان الأورطي ومدى خطورته على حياة المريض.
تصلب الشريان الأورطي | نادر الحدوث وظهوره يهدد حياة المريض
لحسن الحظ أن تصلب الشريان الأورطي من الأمراض نادرة الحدوث نسبيًا بين المرضى، وذلك لأن قطر الشريان الأورطي كبير للغاية ولا يمكن لجزئيات الدهون أو الكوليسترول المتراكمة أن تُحدث به ضيقًا أو انسدادًا، وبالتالي يستمر الدم في التدفق خلاله بكفاءة إلى جميع أعضاء الجسم.
لكن بالنسبة لبعض المرضى الذين يتعرضون في حياتهم إلى عوامل خطر تزيد من فرص إصابتهم بتصلب الشريان الأورطي، تبدأ علامات هذا المرض في الظهور لديهم، وعادة ما يُكتشف في مراحل حرجة وخطيرة تستدعي التدخل الطبي السريع، إذ تتمثل خطورة تصلب الشريان الأورطي فيما يلي:
- حدوث ضيق في قطره وقلة كمية الدم المتدفق خلاله، وبالتالي تقل كمية الأكسجين والمغذيات التي تصل إلى جميع أعضاء الجسم وتتأثر على إثرها وظائفهم الحيوية.
- تكوّن جلطات دموية على جزئيات الدهون والكوليسترول المترسبة على جدار الشريان، وتحرك هذه الجلطات مع الدورة الدموية إلى بعض أعضاء الجسم، مسببة حرمانها التام من الأكسجين والمغذيات وتلف خلاياها بصورة نهائية.
وعليه يوصي الأطباء المرضى الأكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين بضرورة الخضوع إلى نظام متابعة دورية لاستكشاف تطورات المرض في البداية وحمايتهم من مضاعفاته المستقبلية.
تصلب الشريان الأورطي | الفئات الأكثر عرضة للإصابة
تشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة بتصلب الشريان الأورطي ما يلي:
- كبار السن.
- المدخنون.
- مرضى ارتفاع ضغط الدم والدهون الثلاثية.
- المصابون بارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم.
- مرضى السكر.
- المصابون بالأمراض المناعية والتهابات الأوعية الدموية.
تُحفز هذه العوامل حدوث ضيق في الشريان الأورطي أو في أحد تفرعاته التي تبدأ من القلب وتصل إلى الحوض، ولذلك لا توجد أعراض ثابتة لهذا المرض، بل تختلف بين مريض وآخر حسب مكان الضيق أو الانسداد، لعل أشهر هذه الأماكن القولون والكلى والساقين والقلب والمخ والطحال.
أعراض تصلب الشريان الأورطي تختلف باختلاف مكان الضيق أو الانسداد
بوجه عام لا يعاني معظم مرضى تصلب الشريان الأورطي أعراضًا واضحة في بداية المرض، لكن مع تقدم المرض وحدوث ضيق في الشريان الأورطي أو أحد تفرعاته تظهر الأعراض متمثلة فيما يلي:
- أعراض تمدد الشريان الأورطي – بعض أجزاءه – بسبب انسداد جزء آخر بالجلطات الدموية، وتتمثل في ألم في الظهر أو البطن والتعرق الشديد والإحساس بالنبض في البطن وضيق التنفس وتسارع ضربات القلب.
- أعراض النوبة القلبية، وتظهر متمثلة في آلام الصدر الممتدة إلى الزراع أو الرقبة وضيق التنفس والدوخة والتعرق الشديد وتسارع ضربات القلب.
- أعراض السكتة الدماغية، مثل الدوخة والصداع وحدوث تنميل وخدر في جانب واحد من الجسم أو الوجه، وصعوبة التحدث والفهم وضعف السمع والرؤية.
- أعراض نقص التروية الدموية للأطراف، وتظهر عادة متمثلة في برودة الأطراف والخدر والتنميل وتغيّر لون الجلد وضعف النبض وموت الأنسجة ( الغرغرينا).
- أعراض قصور الدورة الدموية إلى الأعضاء بالبطن، مثل آلام البطن وظهور دم في البراز أو الغثيان والإسهال.
بناءًا على هذه الأعراض يُحدد الطبيب التدخل الطبي المناسب لمداواة مرضى تصلب الشريان الأورطي وحمايتهم من المضاعفات المحتملة.
أساليب علاج تصلب الشريان الأورطي
يُعالج تصلب الشريان الأورطي بأساليب عدة حسب طبيعة المشكلة التي تكشف عنها الفحوصات التشخيصية، فإذا أسفرت الفحوصات عن وجود تغير بسيط في أنسجة الشريان الأورطي وضيق بسيط في قطره، فعادة يكون التدخل المناسب هو:
العلاج التحفظي والدوائي
تهدف هذه الأساليب إلى حماية مرضي تصلب الشريان الأورطي من تطور المرض وتعرضهم إلى مضاعفاته، وذلك على النحو التالي:
- تناول أدوية السيولة والأدوية الخافضة لمستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية.
- تناول الأدوية المسؤولة عن ضبط مستويات السكر وضغط الدم لدى المرضى المصابين بهذه الأمراض المزمنة.
- تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة والكوليسترول والأملاح.
- ممارسة الرياضة يوميًا.
- الإقلاع عن التدخين.
أما إذا أظهرت الفحوصات تصلب أحد فروع الشريان الأورطي التي تُغذي أعضاء الجسم المختلفة، وتضرر هذه الأنسجة بالتبيعة، فلا بد من التدخل جراحيًا للتعامل مع هذه المشكلات.
لا تنسي الاطلاع علي تكلفة عملية الشريان الأورطي ونسبة نجاح عملية الشريان الأورطي
يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن علاج تصلب الشريان الأورطي ومضاعفات تأخير علاجه من خلال استشارة الدكتور أحمد زكي -استشاري جراحة الأوعية الدموية-. لحجز موعد تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.